-

منافسة الإنترنت الفضائي: ستارلينك وكويبر

(اخر تعديل 2024-10-09 19:26:30 )

تعد حلول الإنترنت الفضائي من بين أبرز التطورات التكنولوجية التي تستهدف تلبية احتياجات المستخدمين حول العالم. ومن بين أبرز الشركات في هذا المجال، تبرز شركة ستارلينك، التي تمكنت من تقديم خدمات إنترنت عريضة النطاق بأسعار تنافسية وسرعات عالية. وقد أتاح هذا المزيج الفريد من الأسعار والجودة لستارلينك أن تتحول بسرعة إلى وضع احتكاري طبيعي في السوق، مما يجعل فرص المنافسين الجدد في الحصول على حصة سوقية كبيرة تعتمد على تقديم مزايا ملحوظة تفوق تلك التي تتمتع بها ستارلينك.

في هذا السياق، قد تكون شركة أمازون قادرة على تقديم تلك المزايا. حيث تعزز مشروع كويبر، الذي يُعرف رسميًا باسم "أنظمة كويبر"، الفكرة نفسها باستخدام الأقمار الصناعية كوسيط بين المستخدمين ومحطات الإنترنت المتصلة بالأرض. ورغم أن انطلاقة ستارلينك السريعة قد حددت معالم السوق المستهدف بسرعة، إلا أن تنوع أمازون قد يضع مشروع كويبر كمتنافس طويل الأمد في مجالات أكثر من مجرد الوصول إلى الإنترنت للمستهلكين.
حياة قلبي 6 الحلقة 59

تبادل الإشارات عبر المرايا الفضائية

تشابه مشروع كويبر وستارلينك

يستخدم مشروع كويبر أقمارًا صناعية سريعة الحركة في مدار أرضي منخفض، بدلًا من المحطات الثابتة في المدار الجغرافي الثابت التي اعتمدت عليها مزودي خدمات الإنترنت الفضائي التقليديين مثل HughesNet. وقد سبقت ستارلينك ومشروع كويبر بعض التوترات المعروفة بين أغنى شخصين في العالم، حيث استقر كل منهما على ثلاثة مستويات مدارية مختلفة في حدود 600 كيلومتر من سطح الأرض.

تسير أقمار كلا النظامين بسرعة تقارب 17,000 ميل في الساعة، حيث تستخدم محركات أيون تعتمد على تأثير هول، وتعمل على تجنب الاصطدامات بفضل التقنيات المدمجة للمراقبة الأرضية. تدوم أقمار ستارلينك لمدة خمس سنوات، بينما تدوم أقمار كويبر سبع سنوات، وبعد ذلك تبدأ كل منهما بالانخفاض التدريجي في مدارهما حتى تحترق معظمها عند إعادة الدخول.

تكنولوجيا مشابهة، طرق مختلفة للنجاح

تتطلب التصميمات الأساسية لمشروعي كويبر وستارلينك اختلافات تقنية دقيقة. على سبيل المثال، تخطط أمازون لبث البيانات باستخدام نطاق التردد كا، بينما تقدم ستارلينك نقلًا عبر نطاق كيو، مما يوفر قدرة نظرية أقل لكن مع قدرة أكبر على اختراق العوائق مثل السحب الكثيفة.

وعلاوة على ذلك، تستخدم الأقمار الصناعية أشكالًا ومحركات مختلفة، وقد تم الاحتفاظ بالعديد من التفاصيل تحت غطاء سري. لفهم الاختلافات الكبرى بين ستارلينك ومشروع كويبر، يجب أخذ الخطط طويلة المدى وعوامل الصناعة المختلفة في الاعتبار، مما ينذر بمنافسة فضائية حديثة قد تكون غير متوقعة.

هيمنة مثبتة مقابل الاتصال بعيد المدى

لماذا تتمتع ستارلينك بميزة على أي منافس جديد

بعد سبع سنوات من إعلان ستارلينك، فاجأت إيراداتها المقدرة بـ 6.8 مليار دولار لعام 2024 حتى أكثر المحللين تشككًا. ولقد ساعدت رؤية ماسك الجريئة وقدرته على تسويق المنتجات وتمويل المشاريع ذات المخاطر العالية في إطلاق المشروع وتحقيقه للنجاح. كما لعبت إمكانية الوصول المباشر إلى نظام الإطلاق Falcon 9 منخفض التكلفة دورًا كبيرًا في ذلك.

تواجه أمازون معركة شاقة تشمل شراء عقود الإطلاق من شركات متعددة، بينما تعاني مشروع كويبر من تأخر في الجدول الزمني، مما يمثل أكبر عقبة أمامه. ورغم أن الأقمار الصناعية التجريبية قد أثبتت نجاحها، إلا أنه لم يتبعها أي إطلاق آخر حتى الآن، مما يشير إلى أن عمليات الإطلاق الفعلية لمشروع كويبر قد لا تبدأ حتى منتصف عام 2025.

كيف يمكن لمشروع كويبر التنافس مع ستارلينك

على الرغم من الشائعات التي تشير إلى أن طموحات أمازون الفضائية تهدف أساسًا إلى مواجهة منافسها، فإن قوة أعمال أمازون المتنوعة قد تفتح الطريق أمام كويبر كمنافس شرعي. ومن خلال الاستفادة من قاعدة عملاء أمازون الواسعة، قد تتمكن من تحقيق نجاح كبير في هذا المجال.

  • حجم أمازون الكبير: الشركات الأكبر يمكنها الانتظار لفترة أطول لتحقيق العوائد على الاستثمار.
  • عقود أولية مع قادة الصناعة: تمكين مشروع كويبر بفضل الشراكات مع شركات الاتصالات الكبرى.
  • تفضيل العملاء لإدارة أمازون: قد يتجنب البعض التعامل مع ستارلينك بسبب أسلوب إدارتها.
  • تقدم في إطلاق الأقمار الصناعية: برامج الإطلاق القابلة لإعادة الاستخدام مثل New Glenn.
  • قاعدة مستخدمي أمازون برايم: ستساهم خبراتهم في تطوير الأنظمة المتكاملة في نجاح كويبر.

يمكن القول إن أمازون تمتلك البنية التحتية اللازمة لتحقيق النجاح في هذا المجال، مما يجعل مشروع كويبر منافسًا جديرًا بالاهتمام في عالم الإنترنت الفضائي.