تكلفة العيش بدون إعلانات على الإنترنت

الإعلانات: ضرورة مزعجة في عالم الإنترنت

تُعتبر الإعلانات جزءًا لا يتجزأ من حياتنا الرقمية، فهي ليست مجرد إعلانات، بل هي عصب الحياة التجارية على الإنترنت. تساعد هذه الإعلانات الشركات على التوسع وزيادة الوعي بعلاماتها التجارية، كما أنها تتيح للعديد من المواقع الإلكترونية الاستمرار في العمل دون رسوم. لذلك، نجد أن منصات مثل فيسبوك وجوجل ويوتيوب تعمل مجانًا، لكن هل يحب أحد الإعلانات؟ الجواب هو لا، باستثناء أولئك الذين يجنيون الأرباح منها. فهي تشتت انتباهنا، وتأخذ من وقتنا الثمين، وتحاول إقناعنا بشراء أشياء لا نحتاجها. بل وأكثر من ذلك، تؤثر سلبًا على أداء أجهزة الهواتف الذكية، حتى أفضلها.
صلاح الدين الأيوبي الحلقة 31

هل يمكننا العيش بدون إعلانات؟

تقدم العديد من الخدمات خيار تخطي الإعلانات مقابل رسوم شهرية. على سبيل المثال، تبلغ تكلفة خطة نتفليكس الأقل تكلفة 18 دولارًا شهريًا. لكنني تساءلت: ما هي التكلفة الحقيقية للعيش بدون إعلانات عبر الإنترنت لمدة شهر؟

ما هي الإعلانات بالضبط؟

للإجابة على هذا السؤال، يجب علينا تعريف ما تعنيه الإعلانات. عندما تمر بجانب لوحة إعلانات أو ترى لافتة على موقع ويب، أو تحصل على رابط مدفوع في نتائج بحث جوجل، فهذه تعتبر إعلانات. لكن بعض أشكال الإعلانات أكثر دقة، رغم أننا لا نستوعبها دائمًا، إلا أنها تؤثر على قراراتنا الشرائية. تشمل هذه الأشكال أيضًا الترويج للمنتجات في الأفلام ومقاطع الفيديو الموسيقية ومحتوى يوتيوب. وقد يعتبر الكثيرون أن تصميم العبوات، وشعارات السيارات، وأسماء العلامات التجارية على أجهزتنا الإلكترونية أيضًا إعلانات.

كم عدد الإعلانات التي نتعرض لها؟

تختلف التقديرات بشأن عدد الإعلانات التي نتعرض لها يوميًا، حيث يعتقد البعض أننا نستقبل آلاف الإعلانات، بينما يتبنى آخرون وجهات نظر أكثر تحفظًا. ولكن في كل الأحوال، يختلف العدد من شخص لآخر، وغالبًا ما يكون الرقم الذي يمكن تذكره أقل بكثير.

كم ستكلفك الحياة بدون إعلانات عبر الإنترنت؟

احرص على إخفاء محفظتك

تقدم العديد من الخدمات عبر الإنترنت خيارات اشتراك خالية من الإعلانات. على سبيل المثال، يتطلب يوتيوب بريميوم 14 دولارًا شهريًا، بينما تفرض سبوتيفاي 12 دولارًا. إذا جمعنا هذه الاشتراكات، نجد أنها تصل إلى 44 دولارًا شهريًا.

وسائل التواصل الاجتماعي بدون إعلانات

تعتبر منصات التواصل الاجتماعي أيضًا من بين الأماكن التي تقدم اشتراكات خالية من الإعلانات. تكلف اشتراكات فيسبوك وإنستغرام 6 يورو شهريًا في أوروبا، بينما تكلف ريديت 6 دولارات. أما سناب شات وX (تويتر سابقًا) فيفرضون رسومًا أعلى. إذاً، مجموع تكاليف الاشتراكات الخالية من الإعلانات في أشهر خمس تطبيقات تواصل اجتماعي يمكن أن يصل إلى 60.40 دولارًا.

تصفح الويب بدون إعلانات

تعتبر الإعلانات في نتائج بحث جوجل أحد أبرز أنواع الإعلانات التي لا يمكن تخطيها. إذ يحقق جوجل إيرادات ضخمة من الإعلانات، مما يجعل الاشتراكات الخالية من الإعلانات خيارًا جذابًا. إذا كان لديك عدد من المواقع المفضلة، قد تصل تكاليف الاشتراكات إلى 36 دولارًا شهريًا.

الألعاب بدون إعلانات

معظم الألعاب المحمولة تعتمد على الإعلانات لتحقيق الأرباح. ولإزالة هذه الإعلانات، يمكن أن تتراوح تكاليف الاشتراكات بين دولار إلى اثنين. لكن الاشتراك في Google Play Pass يكلف 4.99 دولار شهريًا.

إجمالي التكاليف

ربما أكثر مما تريد دفعه

وفقًا لتقديرات بسيطة، قد يكلف العيش بدون إعلانات عبر الإنترنت حوالي 150 دولارًا شهريًا. هذا الرقم تقريبي وقد يختلف باختلاف عدة عوامل مثل الموقع الجغرافي ونوع استخدام التطبيقات.

هل ستدفع هذا المبلغ لإخفاء الإعلانات؟

أعتقد أن معظم الناس لن يفعلوا ذلك. فالكثيرون لا يستطيعون تحمل هذه التكاليف، وآخرون لا يجدون ما يبرر إنفاق هذا المبلغ. رغم ذلك، تشير الاستطلاعات إلى أن ثلث الأمريكيين يدفعون أكثر من 100 دولار شهريًا للاشتراكات، مما يبرز أهمية الإعلانات في عالم الإنترنت.

بينما يمكن أن تكون الإعلانات مزعجة، إلا أنها تجعل خدمات الإنترنت متاحة للجميع. كيف نتواصل، نطلع على الأخبار، ونستمتع بوقتنا يعتمد على هذه الإعلانات. إذا لم نكن مستعدين للدفع، فعلينا التعايش معها.